الماء الأزرق
![]()
يُعد التشخيص الدقيق والمبكر لمرض الجلوكوما (الماء الأزرق) الخطوة الأهم على الإطلاق في مسار العلاج والوقاية من فقدان البصر الدائم. نظرًا لأن العديد من أنواع الجلوكوما تتطور بصمت دون أعراض واضحة في مراحلها الأولى، فإن الاعتماد على الأعراض وحدها غير كافٍ. لذلك، يعتمد أطباء العيون على فحص عين شامل ومتكامل يجمع بين تقييم التاريخ الطبي وإجراء سلسلة من الفحوصات المتخصصة لتشخيص الحالة بدقة.
الجلوكوما مرض يصيب العصب البصري، وهو الحزمة من الألياف العصبية التي تنقل الصور من عينك إلى دماغك. أي تلف يلحق بهذا العصب يكون غير قابل للعلاج. الهدف الرئيسي من التشخيص والعلاج هو اكتشاف المرض مبكرًا قبل حدوث ضرر كبير، ومن ثم السيطرة على المرض وإبطاء تقدمه، وبالتالي الحفاظ على الرؤية المتبقية ومنع الوصول إلى مرحلة العمى.
عملية التشخيص لا تقتصر على فحص واحد، بل هي رحلة تشخيصية متكاملة تشمل:
هذه هي النقطة الأساسية التي يبني عليها الطبيب شكوكه ويخطط للفحوصات اللازمة. سيسألك الطبيب عن:
• الأعراض الحالية: هل تعاني من أي ألم في العين، رؤية هالات حول الأضواء، ضعف في الرؤية الجانبية، أو احمرار؟
• التاريخ الطبي الشخصي: وجود أمراض أخرى مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، أو أمراض الغدة الدرقية.
• التاريخ العائلي: هل هناك أقارب من الدرجة الأولى (والدان، إخوة) مصابون بالجلوكوما؟ حيث يعد العامل الوراثي أحد أهم عوامل الخطر.
• التاريخ الدوائي: استخدام أي أدوية تحتوي على الكورتيزون ( سواء كانت قطرات، حبوب، أو بخاخات) لفترات طويلة.
• تاريخ إصابات العين: أي حوادث أو عمليات سابقة في العين.
بعد مناقشة التاريخ الطبي، ينتقل الطبيب إلى سلسلة من الفحوصات غير المؤلمة والمتقدمة لتقييم صحة عينيك بدقة:
هو الفحص الأساسي والأشهر للكشف عن الجلوكوما. يقيس هذا الفحص الضغط داخل مقلة العين (IOP). يُعد ارتفاع ضغط العين عامل خطر رئيسي للجلوكوما، لكن من المهم معرفة أن ليس كل من يعاني من ارتفاع الضغط مصاب بالجلوكوما (حالة ارتفاع ضغط العين دون جلوكوما)، وليس كل مصاب بالجلوكوما يعاني من ارتفاع الضغط (حالة الجلوكوما ذات الضغط الطبيعي). لذلك، هذا الفحص مهم ولكنه ليس الوحيد.
يسمح هذا الفحص للطبيب بفحص العصب البصري مباشرة عن طريق استخدام جهاز يسمى منظار العين لرؤية البنية الداخلية للعين. يبحث الطبيب عن أي علامات تدل على تلف أو ضرر، مثل:
• تغير في لون أو شكل العصب.
• وجود "حفر" أو انخفاض (Cupping) في مركز العصب البصري.، حيث يشير التوسع الكبير في هذه الحفرة إلى تلف بالألياف العصبية.
هذا الفحص حاسم لتقييم الرؤية المحيطية أو الجانبية. يحدد الفحص أي بقع عمياء (Scotomas) في مجال رؤيتك والتي قد لا تكون قد لاحظتها بعد. أثناء الفحص، تنظر إلى مركز آلة وتضغط على زر كلما رأيت نقطة ضوء تظهر على جوانب مجال رؤيتك. تُكرر النتائج خريطة كاملة لمجال بصرك.
يُستخدم في هذا الفحص عدسة خاصة توضع على سطح العين (بعد تخديرها موضعيًا) لفحص زاوية التصريف حيث يتم تصريف السائل المائي من العين. هذا الفحص يحدد نوع الجلوكوما بشكل قاطع:
• مفتوحة الزاوية أم مغلقة الزاوية.
• يساعد في تحديد خطة العلاج المناسبة.
القرنية الرقيقة يمكن أن تؤدي إلى قراءة منخفضة كاذبة لضغط العين، بينما القرنية السميكة يمكن أن تعطي قراءة مرتفعة كاذبة. يقيس هذا الفحص البسيط والسريع سمك القرنية لمعايرة قراءة ضغط العين بدقة أكبر، مما يمنح الطبيب صورة أوضح عن المخاطر الحقيقية.
هو الفحص الروتيني الذي تقرأ فيه حروفًا على لوحة (مخطط سنيلن) على مسافة معينة. بينما لا يقيس هذا الفحص تلف الجلوكوما مباشرة، إلا أنه يساعد في تقييم الوظيفة البصرية المركزية العامة للعين وهو جزء من أي فحص عيون شامل.
تشخيص الجلوكوما لا يعتمد على فحص واحد فقط (مثل قياس الضغط). إنها صورة تشخيصية متكاملة يجمعها الطبيب المختص من جميع هذه الفحوصات معًا. إذا تم تشخيصك بالجلوكوما، فاعلم أن العلاج الفوري والمتابعة المنتظمة هما أسلحتك للحفاظ على بصرك. يُنصح بإجراء فحص عيون شامل كل سنة إلى سنتين بعد سن الأربعين، أو بشكل أكثر تكرارًا إذا كنت من الفئات ذات الخطورة المرتفعة.