القرنية
![]()
هل تواجه صعوبة في الرؤية بوضوح رغم استخدام النظارات؟ هل تتغير قياسات نظارتك بشكل متكرر؟ قد تكون هذه إشارات مهمة على الإصابة بـ القرنية المخروطية (Keratoconus)، وهو اضطراب عيني تدريجي يؤثر على شكل القرنية. فهم أعراض القرنية المخروطية أمر بالغ الأهمية للتشخيص المبكر والعلاج الفعال، والذي يمكن أن يحد من تطور المرض ويحافظ على جودة بصرك.
القرنية المخروطية هي حالة تتسم بضعف تدريجي في نسيج القرنية، مما يؤدي إلى ترققها وبروزها على شكل مخروط بدلاً من شكلها الكروي الطبيعي. هذا التحدب غير المنتظم يشتت الضوء ويسبب تشوشًا وتدهورًا في الرؤية.
للقرنية المخروطية أعراض كثيرة ومتنوعة، وقد تختلف شدتها من شخص لآخر. من المهم الإشارة إلى أنه قد تكون غير عرضية في بعض الحالات، خاصة في المراحل المبكرة جدًا، حيث لا تظهر أي أعراض واضحة ويمكن اكتشافها فقط من خلال الفحوصات المتخصصة.
من ضمن أعراض القرنية المخروطية التي قد تظهر تدريجيًا:
عادةً ما يبدأ هذا التدهور في عمر المراهقة ويستمر حتى أواسط العمر. يشعر المصاب بتراجع تدريجي ومستمر في حدة البصر، حيث تبدو الأشياء غير واضحة أو ضبابية. وكلما كان ظهور الأعراض أبكر، كان إنذاره أسوأ، حيث يعني ذلك أن المرض قد يتقدم بشكل أسرع وأكثر شدة.
في المراحل المبكرة من القرنية المخروطية، غالبًا ما يلاحظ المصابون ضعفًا في النظر لا يمكن تصحيحه بشكل كامل بالنظارات العادية. والأكثر إثارة للقلق هو الحاجة إلى تغيير قياسات النظارة الطبية بشكل متكرر، أحيانًا كل بضعة أشهر، بسبب التغير المستمر في شكل القرنية.
يُعد الانحراف (الاستجماتيزم)، خاصة غير المنتظم منه، سمة مميزة للقرنية المخروطية. هذا الانحراف قد يسبب:
• ازدواجية في الرؤية (Diplopia): رؤية صورتين لنفس الجسم، خصوصًا إذا كانت الإصابة في عين أكثر من أخرى، أو إذا كانت الإصابة في عين واحدة فقط.
• ظهور هالات حول الضوء (Halos): خاصة في الليل، حيث تبدو الأضواء محاطة بدوائر مشعة.
• تشوه في الصور: تبدو الخطوط المستقيمة منحنية، أو تظهر ظلال حول الحروف.
نتيجة للمحاولة المستمرة للعين للتكيف مع الرؤية المشوشة، قد يشعر المريض بـ الصداع المتكرر وبإجهاد العين، خاصة بعد فترات طويلة من التركيز أو القراءة.
في المراحل المتقدمة جدًا من القرنية المخروطية، قد يحدث مضاعفة خطيرة تُعرف باسم "استسقاء القرنية الحاد" أو "Hydrops". يحدث هذا عندما ترتشح السوائل داخل القرنية نتيجة تمزق في بطانة القرنية (Descemet''s Membrane)، وهي الطبقة الداخلية المسؤولة عن ضخ السوائل. هذا التمزق يسبب:
• نقص مفاجئ وحاد في الرؤية: يكون مفاجئًا ومقلقًا للغاية.
• ألم واحمرار شديد في العين: بسبب الالتهاب وتجمع السوائل.
• الحساسية للضوء وعدم تحمله: بشكل مضاعف.
• دماع غزير: استجابة للتهيج والألم.
هذه الحالة تتطلب عناية طبية فورية.
تختلف وتتفاوت أعراض القرنية المخروطية من شخص لآخر ومن عين لأخرى حتى في نفس الشخص. لذلك، عند الشك في تواجد هذه الأعراض، يتوجب على الشخص التوجه إلى طبيب العيون لإجراء الفحوصات القرنية اللازمة لكشف وجود القرنية المخروطية. التشخيص المبكر يتيح للطبيب اتخاذ الإجراءات العلاجية التي تهدف إلى إبطاء أو إيقاف تطور المرض قبل أن يتسبب في ضرر دائم للرؤية.
يتوجب إجراء كشف للعيون بشكل دوري في حال تواجد مرض القرنية المخروطية في أحد أفراد الأسرة. حيث ينبغي على جميع أفراد الأسرة التأكد من عدم الإصابة، خاصة مع تاريخ عائلي بالحالة أو وجود عوامل الخطورة للإصابة بالقرنية المخروطية.
إذ أن للوراثة دور مهم في انتقال مرض القرنية المخروطية:
• كان يقدر سابقًا بنسبة ظهور 10% لدى أفراد العائلة، مما يعني أن واحدًا من كل عشرة مصابين لديه فرد آخر في عائلته يعاني من نفس الحالة.
• لكن مع الدراسات الحديثة، تبين دور أكبر للعامل الوراثي ونسبة أعلى من الإصابات اللاعرضية. هذا يعني أن الكثير من الأشخاص قد يحملون الجينات المسببة للمرض دون أن تظهر عليهم أعراض واضحة (حالات لا عرضية أو شبه سريرية)، ويمكن الكشف عنها فقط من خلال فحوصات دقيقة مثل تصوير القرنية. يتم الانتقال هنا عبر وراثة سائدة مع تعبير متفاوت، حيث قد تظهر شدة الأعراض مختلفة بين أفراد العائلة الواحدة.
لا تؤجل زيارة طبيب العيون؛ عينيك تستحقان الرعاية الكاملة!