تُعد عملية تصحيح النظر بالليزك أو الليزر السطحي من أنجح العمليات الجراحية وأكثرها انتشاراً في العالم، بنسب نجاح تتجاوز 96%. ولكن، كأي إجراء جراحي، لا تخلو عملية الليزك من بعض المخاطر والآثار الجانبية المحتملة التي يجب على كل من يفكر في إجرائها أن يكون على دراية تامة بها.
الوعي بهذه المخاطر لا يهدف إلى التخويف، بل إلى تمكينك من اتخاذ قرار مستنير ومناقشة جميع الاحتمالات مع طبيبك المختص. إليك أبرز المخاطر والآثار الجانبية المحتملة لعملية تصحيح النظر.

1. عدم الوصول إلى درجة تصحيح الإبصار المطلوبة (Under-correction)

من أكثر المخاطر شيوعاً هو عدم تحقيق التصحيح الكامل للنظر.

• ماذا يحدث؟ يقوم الليزر بإزالة كمية من نسيج القرنية أقل من المطلوب، مما يعني أن الرؤية تتحسن ولكن لا تصل إلى الدرجة المثالية (6/6) التي توقعها المريض.
• من الأكثر عرضة؟ يعتبر هذا الأمر أكثر حدوثاً لدى الأشخاص المصابين بـ قصر النظر الشديد.
• ما هو الحل؟ قد يحتاج المريض إلى ارتداء نظارة بقياس أقل للحصول على رؤية مثالية، أو قد يقترح الطبيب إجراء جراحة تعزيزية (لاحقة) بعد استقرار الحالة، غالباً في خلال عام، لإزالة الكمية المتبقية من النسيج.

2. الرؤية الضبابية أو غير الواضحة (Over-correction)

على عكس الحالة السابقة، قد تحدث هذه المشكلة نتيجة إزالة كمية من النسيج أكثر من اللازم.

• ماذا يحدث؟ إزالة جزء من نسيج القرنية أكثر من المفترض أثناء العملية قد يؤدي إلى حدوث ضبابية في الرؤية، خاصة للأجسام القريبة.
• ما هو الحل؟ في كثير من الحالات، يمكن للعين أن تتكيف وتتعافى بمرور الوقت. وفي حالات أخرى، قد تكون هناك حاجة إلى نظارات أو إجراءات تصحيحية إضافية.

3. ظهور أو زيادة الاستجماتيزم

• ماذا يحدث؟ قد تحدث هذه المشكلة إذا تمت إزالة أجزاء غير متساوية من نسيج القرنية أثناء العملية. هذا السطح غير المنتظم للقرنية يجعلها تعكس الضوء إلى نقاط متعددة على الشبكية بدلاً من نقطة واحدة، مما ينتج عنه صورة مشوشة أو ممتدة.
• ما هو الحل؟ يمكن تصحيح الاستجماتيزم الناتج عن العملية باستخدام النظارات، أو العدسات اللاصقة، أو قد يتطلب الأمر جراحة تصحيحية أخرى.

4. هالات الضوء والرؤية المزدوجة ليلاً

يعاني بعض المرضى من مشاكل في الرؤية الليلية بعد العملية، وتظهر على شكل:

• هالات ضوئية (Halos): رؤية هالات حول مصادر الضوء مثل أعمدة الإنارة أو مصابيح السيارات.
• وهج (Glare): زيادة الحساسية للضوء.
• ازدواج في الرؤية (Double Vision): رؤية صورتين للجسم الواحد.
هذه الأعراض تكون أكثر شيوعاً في الأسابيع والأشهر الأولى بعد العملية وغالباً ما تتحسن تدريجياً.
• ما هو الحل؟ في بعض الأحيان، يمكن السيطرة على هذه المشكلة باستخدام قطرات عين تحتوي على الكورتيزون (تحت إشراف طبي). في حالات نادرة ومستمرة، قد يحتاج المريض إلى جراحة إضافية.

5. جفاف العين

يعتبر جفاف العين الأثر الجانبي الأكثر شيوعاً بعد الليزك، ولكنه مؤقت في معظم الحالات.

• ماذا يحدث؟ تتسبب جراحة الليزك في انخفاض مؤقت في إنتاج الدموع لأنها تؤثر على بعض الأعصاب في القرنية. قد يستمر هذا الجفاف لمدة تصل إلى ستة أشهر.
• الأعراض: شعور بحكة أو حرقة أو وجود جسم غريب في العين، وقد يسبب عدم وضوح مؤقت في الرؤية.
• ما هو الحل؟ يتم التعامل مع هذه المشكلة بسهولة باستخدام القطرات المرطبة (الدموع الاصطناعية) التي يصفها الطبيب للحفاظ على ترطيب العين خلال فترة الشفاء.

6. مشاكل في التئام شريحة القرنية (Flap Complications)

في عملية الليزك التقليدي، يتم رفع شريحة رقيقة من القرنية. في حالات نادرة جداً، قد تحدث مشاكل في التئام هذه الشريحة.

• ماذا يحدث؟ قد يحدث التهاب، أو نمو غير طبيعي للخلايا الطلائية تحت الشريحة، أو قد لا تلتئم الشريحة بشكل سليم، مما يسبب عدم وضوح الرؤية.
• ما هو الحل؟ يمكن علاج معظم هذه المشاكل بفعالية عن طريق الأدوية أو إجراء جراحي بسيط لتعديل وضع الشريحة.

7. كيف تقلل من هذه المخاطر؟

على الرغم من وجود هذه المخاطر، إلا أنها نادرة الحدوث ويمكن السيطرة على معظمها. لضمان أفضل النتائج وتقليل احتمالية حدوث أي مضاعفات، يجب عليك:

• اختيار طبيب وجراح ذي خبرة وسمعة ممتازة.
• إجراء العملية في مركز طبي موثوق يستخدم أحدث التقنيات.
• الخضوع لفحوصات شاملة للتأكد من أنك مرشح مناسب للعملية.
• اتباع تعليمات الطبيب بدقة بعد العملية.

النقاش الصريح مع طبيبك حول هذه المخاطر وكيفية ارتباطها بحالتك الخاصة هو الخطوة الأهم نحو رؤية واضحة وآمنة.