عيون الاطفال
![]()
صحة العين لدى الأطفال هي ركيزة أساسية من ركائز نموهم السليم وتفوقهم الدراسي. في عصر تهيمن عليه الشاشات والتحديات البصرية، أصبح من مسؤولية الوالدين تثقيف أطفالهم وتربيتهم على عادات بصرية سليمة تحمي نظرهم اليوم ولبقية حياتهم. هذه المقالة هي دليل شامل يعالج الجوانب العملية اليومية التي تواجه الطفل، من المذاكرة إلى اللعب، نقدم نصائح قابلة للتطبيق فورًا لحماية أحد أهم حواسهم: حاسة البصر.
السنوات الأولى من عمر الطفل هي فترة حرجة لنمو الجهاز البصري. العادات غير السليمة يمكن أن تساهم في:
• إجهاد العين الرقمي.
• تفاقم قصر النظر (Myopia).
• زيادة خطر التعرض للإصابات والالتهابات.
الوعي المبكر والوقاية هما المفتاح لتجنب هذه المشاكل.
القراءة والمذاكرة من أكثر الأنشطة التي ترهق العين. إليك كيف تجعلها أكثر أمانًا:
• الإضاءة الطبيعية هي الذهب: ضع مكتب المذاكرة بجوار النافذة أو مقابلها للاستفادة من الضوء الطبيعي المنتشر، وهو الأفضل على الإطلاق لإضاءة المساحة دون إبهار العين.
• تجنب الظلال: إذا كنت تستخدم ضوءًا صناعيًا (مثل لمبة المكتب)، ضعه على الجانب المعاكس لليد التي يكتب بها الطفل (أيمن للعسر، وأيسر لليمنين) لتجنب إلقاء الظل على الكتاب.
• مبدأ 20-20-20: علم طفلك هذه القاعدة الذهبية: كل 20 دقيقة، يأخذ 20 ثانية للنظر إلى شيء على بعد 20 قدم (6 أمتار). هذا الاستراحة القصيرة تساعد على إراحة عضلات العين الهدبية وتمنع إجهادها.
• مسافة آمنة: يجب أن تكون مسافة المشاهدة ما لا يقل عن 5 إلى 8 أضعاف قطر شاشة التلفاز. بمعنى أبسط، اجلس على بعد مسافة مناسبة حيث يمكنك رؤية الصورة بوضوح دون الحاجة إلى إجهاد عينيك.
• إضاءة الغرفة: لا تشاهد التلفاز في غرفة مظلمة تمامًا. وجود إضاءة خفيفة في الخلفية (إضاءة غير مباشرة) يقلل من التباين الحاد بين الشاشة الساطعة والبيئة المظلمة، مما يريح العين.
• حدد وقت الشاشة: التزم بالتوصيات الطبية الخاصة بحدود الوقت المسموح به للشاشات حسب عمر الطفل.
• وضعية الشاشة: يجب أن تكون حافة الشاشة العلوية على مستوى نظر الطفل أو أسفله قليلاً. هذا يجعله ينظر إلى الأسفل قليلاً، مما يقلل من تعرض سطح العين للهواء ويساعد في منع جفاف العين.
• التكبير والإضاءة: شجع طفلك على تكبير حجم الخط عند القراءة من الشاشة لتجنب إجهاد العين. اضبط سطوع الشاشة ليكون مريحًا وليس ساطعًا جدًا أو خافتًا جدًا.
• الرمش المتعمد: ذكّر أطفالك بالرمش (طرف العين) بشكل متكرر عند استخدام الأجهزة، حيث أن التركيز يقلل من معدل الرمش الطبيعي مما يؤدي إلى جفاف العين وتهيجها.
• النظارات الواقية (نظارات السباحة) إلزامية: الكلور والمواد الكيميائية الأخرى في حمامات السباحة مهيجة قوية للعين ويمكن أن تسبب التهاب الملتحمة الكيميائي. كما أن المياه قد تحتوي على بكتيريا تسبب التهابات. النظارات المانعة لتسرب الماء هي الحل الأمثل.
• الاستحمام بعد السباحة: شجع طفلك على غسل وجهه وعينيه بالماء النظيف فور الخروج من المسبح لإزالة بقايا الكلور.
• لا تنظر أبدًا مباشرة إلى الشمس: هذا مهم جدًا أثناء الكسوف أو غيره. الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تسبب حروقًا دائمة في الشبكية (Solar Retinopathy).
• النظارات الشمسية الواقية: استثمر في نظارات شمسية ذات جودة عالية وتوفر حماية 100% من الأشعة فوق البنفسجية (UV400). النظارات الرخيصة عديمة الفائدة بل قد تضر أكثر، لأنها تجعل البؤبؤ يتسع ليدخل إليه كمية أكبر من الأشعة الضارة.
• القبعة: القبعة ذات الحافة الأمامية توفر حماية إضافية من الأعلى ومن الجانب.
صحة عيون أطفالنا هي مسؤولية مستمرة. لا تكفي إعطاء الأوامر، بل يجب شرح الأسباب خلف هذه النصائح وأن تكون قدوة لهم. قم بفحص عيون أطفالك بشكل دوري عند طبيب عيون أطفال متخصص، حتى لو لم تظهر عليهم أي أعراض، للكشف المبكر عن أي مشاكل وضمان أنهم ينظرون إلى عالمهم بأكبر قدر من الوضوح والأمان.